أنت 50% ستفشل!
تشير الإحصائيات إلى أن ما يقارب 50% من المشاريع الصغيرة تفشل خلال أول ثلاث سنوات من انطلاقتها، لكن خلف هذه الأرقام أسباب نفسية وسلوكية عميقة غالبًا ما يتم تجاهلها.
واحدة من أبرز هذه الأسباب هي أن كثيرًا من روّاد الأعمال يبدأون مشاريعهم تحت الضغط، لا من منطلق استراتيجي
.مدروس
،ضغط الحاجة إلى المال
،ضغط الرغبة في إثبات الذات بسرعة
.ضغط المقارنة بمن حولهم ممن "بدأوا شيئًا ما" وبدأوا يظهرون نتائج
:هذا الضغط يولّد استعجالًا لا واعيًا نحو العمل والتنفيذ
"لنبدأ الآن، نصمّم شعارًا، نفتح صفحة على إنستغرام، نبيع، نتحرّك!"
.لكن وسط هذا الركض، يُهمَل أهم ما في المشروع: فهم جوهره، وتحديد تموضعه، وصياغة رؤية واضحة ومسار مستدام
،في البداية، تسير الأمور نسبيًا
،فيحصل صاحب المشروع على بعض الدعم من الأصدقاء والعائلة
.بعض الطلبات هنا وهناك، حماس أولي، وربما حتى أرباح بسيطة
:لكن بعد عدّة أشهر، يبدأ الضباب في التشكّل
..الجمهور يتضاءل، المنافسة تتّضح أكثر، يتبيّن كم أن السوق مزدحم ومتشابه
تبدأ الحيرة: ما الخطوة التالية؟ كيف نكبر؟ ما الهدف أصلًا؟
،بدون خطة، تتحوّل الخطوات اليومية إلى اجتهادات عشوائية
،وبدون تموضع، لا يعود المشروع يملك هوية تميّزه
.وبدون وضوح، يتسلّل الإحباط، وتنهار الثقة
،ولهذا، فالفشل لا يأتي فقط من نقص التمويل أو ضعف الفكرة
.بل من الانطلاق تحت الضغط ومن دون بوصلة
:وهنا تأتي أهمية الاستراتيجية
.ليست رفاهية، بل ضرورة لحماية المشروع من التآكل البطيء خلف ضجيج البدايات
Comments
Post a Comment